أنسب وقت للتحفيظ في رمضان
ومن تلكم الأمور التي ينبغي التنبه لها والحرص على اغتنامها في شهر رمضان أن يستغل المسلم ساعات هذا الشهر الكريم في حفظ ومراجعة القرآن الكريم، وذلك بأن يجعل لنفسه –سواء على المستوى الفردي أو الجماعي- وقتاً مناسباً واسعاً ليتمكن من مراجعة وحفظ أكبر قدر من كتاب الله تعالى.
وبالنسبة لإدارة حلقات التحفيظ التي يقوم عليها مدرسو التحفيظ فإنه ينبغي لها أن تعيد النظر في الأوقات المناسبة لهذا الأمر في أيام شهر رمضان بأن يكون ذلك على فترتين –مثلاً- بحيث لا تتعارض مع وقت العبادة, والراحة, أو الدراسة النظامية في المدارس الحكومية والأهلية التي يسلكها طلاب التحفيظ ومدرسوهم في الغالب.
ومن المقترح أن يكون نظام التحفيظ في رمضان على النحو التالي:
أنسب وقت للتحفيظ -وخاصة بعد أن يأخذ الطالب ومدرسه وقتاً كافياً للراحة والقيلولة, ومع اعتدال درجة الحرارة والبطون ليست مثقلة بالطعام والشراب, وكما هي العادة في غير رمضان- هو بعد صلاة العصر ولمدة ساعة, وقد يمتد أيضاً إلى الساعة والنصف في بعض الأماكن وفي أزمنة دون أزمنة بحسب وقت شهر رمضان صيفاً أم شتاءً, لكن ينبغي عند ما يكون الوقت طويلاً أن يتخلل فترة التحفيظ فترة استراحة وإلقاء قصة أو ترفيه ما حتى لا يمل الطالب وينفر من الحلقة, وبالتالي يستغل هذا الوقت الطويل في استفادة الطالب أكثر من فائدة.
الفترة الثانية المقترحة للتحفيظ في هذا الشهر الكريم:بعد صلاة التراويح، وهذا التوقيت بحسب البيئات والأشخاص فقد يصلح لبيئة دون أخرى، إلا أنه لو ضبطت الأمور وتعاون على ذلك أولياء الأمور فإنه وقتٌ مناسب لانتزاع الأبناء من اللهث وراء المسلسلات والمسابقات الرمضانية التي كثيرٌ منها لا تفيد الأبناء بل تضرهم، ولهذا فيقترح أن يكون وقتاً لمراجعة المحفوظ, وذلك بعد صلاة التراويح وتناول العشاء بساعة أو بساعة ونصف، ولمدة ساعة.
وهذا كله يقوم وينجح إذا كان مدرسو التحفيظ قد وضعوا لأنفسهم خططاً وبرامج تتخلل وقت التحفيظ للتوعية والتنبيه والإرشاد والمتابعة ليستفيد الأبناء من دراستهم للقرآن والعلوم الأخرى ويتعلموا النظام في شتى شئون حياتهم, فليست حلقات التحفيظ مقتصرة على حفظ القرآن فحسب.
هذه كلها مقترحات لطلاب التحفيظ بشكل جماعي, ويمكن أن يستفيدها من يقوم بحفظ القرآن ومراجعته بنفسه خاصة الكبار من الآباء وطلبة العلم, ونضيف أنه من المناسب لكثير منهم –أيضاً- الحفظ أو مراجعة المحفوظ وكذا التلاوة بعد صلاة الفجر إلى الشروق لما في هذا الوقت من فضيلة، وهذا الوقت يناسب أيضاً أن يكون وقتاً لتدريس وحفظ القرآن للصغار لكن -أيضاً- بحسب الظروف والأحوال والبيئة التي يعيشها أهل هذه البلدة أو تلك, فهو وقت فيه بركة وخير كثير. والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.